كلية الدفاع تبدأ تكوين ضباط جيوش الساحل الأفريقي

انطلقت أنشطة «كلية الدفاع محمد بن زايد» يوم أمس (الاثنين) في العاصمة الموريتانية نواكشوط، من خلال استقبال أول دفعة من ضباط جيوش مجموعة دول الساحل الخمس (موريتانيا ومالي والنيجر وتشاد وبوركينافاسو)، وتتكون هذه الدفعة من 37 ضابطاً سيتم تكوينهم عسكرياً وأكاديمياً على مدى تسعة أشهر.

وتعد هذه الكلية الحربية أحد المشاريع التي تراهن عليها مجموعة دول الساحل الخمس في إطار تدريب وتكوين الضباط الذين سيقودون القوة العسكرية المشتركة التي ستخوض الحرب الميدانية ضد الجماعات الإرهابية المنتشرة في منطقة الساحل الأفريقي، وخاصة في شمال دولة مالي.

وتم تمويل تشييد الكلية الحربية وتجهيزيها من طرف دولة الإمارات العربية المتحدة، في إطار دعمها للمؤسسة العسكرية في موريتانيا ومساندتها للحرب على الإرهاب في منطقة الساحل الأفريقي، فيما تشير المصادر إلى أن الكلية الحربية ستكون ميزانيتها السنوية في حدود 800 ألف دولار أميركي.

وتوصف هذه الكلية بأنها «فريدة من نوعها في المنطقة»، إذ تعمل على تكوين وتحضير الضباط المتميزين من القوات المسلحة لدول مجموعة الخمس في الساحل لشغل وظائف قيادية عليا، وذلك بتنمية الروح المعنوية والكفاءة في استعمال مختلف الأسلحة والقدرة على تطبيق مبادئ القيادة والتسيير في المجال العملياتي سواء على المستوى الوطني أو متعدد الجنسيات.

وتضم الكلية إقامات للضباط ومقرا للقيادة ومطاعم متعددة الخدمات، إضافة إلى كافة المنشآت الضرورية ومسجد ومدرج للرياضة والمرافق، تم تشييدها وفق أعلى المعايير الهندسية وعلى مساحة قدرها 34 ألف متر مربع وبتكلفة مالية بلغت قرابة تسعة دولار أميركي، مقدمة من دولة الإمارات العربية المتحدة وبتنفيذ كامل من الهندسة العسكرية التابعة للجيش الموريتاني.

وبحسب مصادر رسمية فإن الكلية الحربية التي تتبع للأمانة الدائمة لمجموعة دول الساحل الخمس ستمكن هذه الدول من «تأهيل القادة والضباط على المستويين العلمي والأكاديمي والعسكري، العملياتي - الاستراتيجي، انطلاقا من واقع هذه الدول وطبيعتها والتهديدات التي تواجهها وتلبية لاحتياجاتها الكمية والنوعية».

وأضافت المصادر أن الكلية «ستكون مدرسة حربية بالمعايير الدولية، تأخذ في الحسبان خصوصية المنطقة، الجغرافية والمناخية والاجتماعية والثقافية»، كما يراهن المسؤولون في مجموعة دول الساحل الخمس على الكلية ويصفونها بأنها «إضافة نوعية لعلاقات التعاون الوثيق القائم بين دول المجموعة». وكان المسؤولون في الأمانة الدائمة لمجموعة دول الساحل الخمس احتفوا بافتتاح الكلية الحربية، وعبروا عن شكرهم لدولة الإمارات العربية المتحدة، وسبق أن قال وزير الدفاع الموريتاني جالو ممادو باتيا إنه يشكر الإمارات «التي رافقت المجموعة (مجموعة دول الساحل) منذ نشأتها وستكون معها حتى النهاية».

وسبق أن احتضنت «كلية الدفاع محمد بن زايد» في شهر يوليو (تموز) الماضي قمة طارئة لقادة دول الساحل الخمس، حضرها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ناقشت بشكل مركز العراقيل التي تمنع انطلاق العمليات الميدانية للقوة العسكرية المشتركة.

وفي مؤتمر صحافي في باحة الكلية الحربية، قال الرئيس النيجري محمد يوسفو آنذاك إنهم توصلوا إلى مجموعة من القرارات القوية من شأنها تفعيل الدور العملياتي للقوة المشتركة، وسيتم في هذا الإطار نشر وتجهيز الوحدات اللازمة، فيما تؤكد المصادر أن القوة تستعد خلال الأسابيع المقبلة للقيام بأول عملية عسكرية ميدانية.

ولا تزال شكوك كبيرة تحوم حول الجاهزية المادية والفنية للقوة العسكرية المشتركة، كما يدور نقاش حاد حول طبيعة العمليات التي ستقوم بها القوة.